المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

سلوة الهيام

أرهقهُ السيرُ.. فغفى! تلك كانت آخر ما خطّت أنامله على الماء.. وهو يحاول إيجاد فُسحةٍ بين تذبذباته.. كبائسٍ في هوىً بائس! جفّ بريقُ عينيهِ.. هائِما على أشرافِ الموت أتراهُ يُبالغ؟ أم وصلَ حدّه من الفواجع ما لا يطيق! أذكُر يومها كُنت أرمقه بنظراتٍ فضولية.. . فقط لأعلمَ ما به أَيُعقل أنه يدُسّ أمرا بينَ أضلعه اغتال سلامه الداخلي؟  لم يسبق لي أن رأيته بهذا الجم الهائل من الشحوب منذ خمسة عشر سنة..  منذُ فقد والديه!  وها هو الآن يجر أذيال الضعف من جديد.. ويذوب كما تذوب نُدفة الثلج في  قعر الجحيم مراوغاته المزعجة وحكاياه اللدودة لم يعد لها صيتٌ يُذكر سوى رماد الذكريات، أحتسبُها كشريطٍ خبأتهُ بين أدراج الكتب التي أعشقها لعمرك إن المرء يشيب قبل المشيب ويحدث أن يموت قبل أن يموت أو يعود إلى الحياة! وإني لأقطع بنان من يشيرُ باللوم عليه أن هزّ أوتار قلبه وذاق الفطام المرير  ما ذنبهُ الضعيف  أن تركتهُ سلوة الهيام؟  بعد أن مضغت قلبه بأنيابها اللعينة ورمتهُ على رصيف النسيان كأن شيئاً لم يكن كأن روحاً لم تعشق!..  .  .  لم تنطفيء!